البحث عن السعادة هاجس الإنسان في كل مكان وما أكثرمن يخطىء طريقها ويسير وراء أوهام السعادة فلا يجني إلا الشقاء والتعاسة , والمؤمن الحق هو الذي يعرف طريق السعادة والحياة الطيبة فيطمئن للعيش في رحابها , ولا تقف الهموم والمنغصات في وجهه لتحجب عنه تلك السعادة لأن سعادته ينبوع فياض يتفجر كما بتفجر الماء من الصخر نقيا عذبا .
إنكم أغنياء ولكنكم لا تعرفون مقدار الثروة التي تملكونها فترمونها زهدا فيها أو احتقارا لها .
يصاب أحكم بصداع أو مغص أو وجع الضرس , فيرى الدنيا سوداء مظلمة , فلماذا لم يرها لما كان صحيحا بيضاء مشرقة ؟
لماذا لم تعرفون النعم إلا عند فقدها ؟
لماذا لم نرى السعادة إلا إذا ابتعدت عنا , ولا نبصرها إلا غارقة في ظلام الماضي , أو متشحة بضباب المستقبل ؟
من يرضى منكم أن ينزل عن بصره ويأخذ مائة ألف دولار ؟
لماذا تطلبون الذهب وأنتم تملكون ذهبا كثيرا ؟ أليس البصر من ذهب والصحة من ذهب و والوقت من ذهب ؟ فلماذا لا نستفيد من أوقاتنا ؟ لماذا لا نعرف قيمة الحياة ؟
والذهن البشري أليس ثروة ؟ فلما نشقى بالجنون ولا نسعد بالعقل ؟
إن الصحة والوقت والعقل , كل ذلك مال , وكل ذلك من أسباب السعادة لمن شاء أن يسعد .
وملاك الأمر كله الإيمان ورأسه الإيمان , الإيمان يشبع الجائع ويغني الفقير , ويسلي المحزون , ويقوي الضعيف , ويجعل للإنسان من وحشته أنسا .
إنكم سعداء ولكن لا تدرون سعداء إن عرفتم قدر النعم التي تستمتعون بها , سعداء إن عرفتم نفوسكم وانتفعتم بالمخزون من قواها , سعداء إن طلبتم السعادة لا مما حولكم , سعداء إن كانت أفكاركم دائما مع الله فشكرتم نعمة , وصبرتم على كل بلية , فكنتم رابحين في الحالتين , ناجحين في الحالتين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق