اللباقة هي مجموعة من القواعد في التعامل مع الآخرين متعارف عليها تدل على السلوك الحضاري والذوقي الراقي، وتعتمد على حسن التصرف ومراعاة شعور وإحساس الآخرين، والتفهم الواعي للموقف، وتقديره تقديراً صحيحاً.
وتساعد اللباقة أيضاً على تنمية قدرات الإنسان على مخاطبة الآخرين بثقة واقتناع تام للوصول إلى الهدف النهائي المرجو وهو الفوز بحب الآخرين وثقتهم.
هناك خطوات كبيرة لابد من اتباعها لتصل إلى حلم الشخصية المحبوبة وأهمها:
أن لا تعتمد على حفظ الكلام، أو الاستعانة بورقة مكتوبة وليكن هدفك حفر الكلمات في عقول المستمعين، وفي مشاعرهم، وعواطفهم وكم من أشخاص حفظوا ما كانوا يرغبون في التكلم به عن ظهر قلب.. ولما حان وقت الكلام طارت الكلمات، وانمحت تماماً من الذاكرة وكانت النتيجة تجمد اللسان، والاستعانة بالذاكرة كبديل منقذ.
وعليك أن تراعي عدم الدخول في المناقشات إلا إذا كانت هناك إضافة إيجابية تريد توضيحها، ولا يستحسن الكلام لمجرد إثبات التواجد واستعراض العضلات الثقافية دون مضمون يثري المناقشة لأن ذلك يعني الشعور والإحساس بالنقص وزيادة الأنا...
ولو تساءلت عن كلمة السر التي تفتح قلوب الآخرين: "نعم" !! تلك هي كلمة السر التي تفتح قلوب الآخرين.. وكانت السبب الرئيسي لنجاح سقراط كمتكلم لبق منذ أكثر من أربعة وعشرين قرناً من الزمان كان يطرح الأسئلة التي يثق أن الطرف الآخر الذي يتكلم معه سيجيب عنها بكلمة "نعم" واستمر هكذا على هذا المنوال في كلامه حتى كثرت كلمة "نعم" ثم بدأ في طرح ما كان يريده ويعتقد أنه كان سيلقي معارضة شديدة لو بدأ بالسؤال عنها أولاً.. فحصل أيضاً على الإجابة بكلمة "نعم" التي يريدها، ويؤكد سقراط على هذه الحقيقة بقوله: "إذا أردت أن تجعل الناس صفوفاً وراء أسلوبك في التفكير.. فاحرص على أن يقول لك هؤلاء نعم.. نعم.. نعم كلما طرحت عليه أفكارك".
ومن أهم قواعد وأصول التعامل اللبق مع الرؤساء:
أن تشعر رئيسك بأنك حقاً صادق في تقديم العون له والمساعدة دون تردد ولو قدمت بعض التضحية من وقتك وأجازاتك في سبيل إنجاز العمل المطلوب بالدقة المطلوبة.
وعليك أن تحترم وقت رئيسك، وأن تعرف الوقت المناسب لعرض ما لديك من عمل عليه، وفي حالة وجود مشكلة في العمل ومطلوب عرضها على رئيسك عليك أن تدرس المشكلة لتقدمها إليه مرة واحدة حتى لا يتكرر دخولك عليه باستمرار، وتقبل ملاحظات رئيسك بنفس راضية.
أفضل طريقة لزيادة المرتب أو الحصول على ترقية أو مكافأة أن تقدم لرئيسك ما يثبت استحقاقك لذلك عن طريق عرض منجزاتك والمسئوليات الإضافية التي تقوم بها.. والوقت الإضافي الذي قمت فيه بأعمال عاجلة على أن يكون أسلوبك في العرض هادئاً ومهذباً وليس مستفزاً أو مثيراً.
وعليك أن تبتعد نهائياً عن الأساليب الخطأ للحصول على حقك في زيادة الأجر أو الترقية مثل حاجتك إلى المال.. أو تقارن نفسك بزميل حصل على تلك الزيادة مؤكداً أنك تؤدي عملاً أكثر وأهم منه وبكفاءة أكثر.. لأن ذلك يثير المتاعب بينك وبين رئيسك من جانب.. وبينك وبين ذلك الزميل من جانب آخر فهذه الأساليب لا تليق بإنسان لبق يحرص على حب الآخرين ويحاول الفوز بثقتهم.
إذا ترك رئيس لك في العمل موقعه.. وجاء آخر.. لا تحاول مطلقاً أن تقارن بين رئيسك الحالي والسابق.. ولا تحاول أبداً الحديث عن الثغرات التي كانت موجودة في العمل في الفترة السابقة لتولي رئيسك الجديد..
ومع النساء كن في قمة اللباقة، وليكن تعاملك معها نابع من منطلق الرحمة.
بهذه التنبيهات والنصائح نبدأ طريق كسب الآخرين إلا أن الأمر لا يكتمل إلا بمفاتيح ومداخل تبدأ بها تأثيرك على الآخرين، وأهمها على الإطلاق:
الزم الابتسامة المشرقة.
عليك بكلمة الثناء الصادقة، مع ذكر المحاسن.
حاول أن تشعر الآخرين بأهميتهم، بأن تكون متواجداً معهم عالماً بأخبارهم وأحوالهم.
ابتعد عن الجدل، فالجدال طريق لعناد الطرف الآخر.
لا تقف في طابور أصحاب النصائح.
لا تنتقِد كي لا تنتقَد.
تعامل مع الآخرين كما ترغب أن يعاملوك.
إذا شئت أن تتصدر الناس فاجعل نفسك خلفهم.
التمس لغيرك الأعذار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق