هل يراودك الإحساس بأنك لا تحصل على التقدير الكافي في العمل؟ هل تشعر في بعض الأحيان أنك ستصاب بالجنون من تصرفات مديرك، أو أن حلقة الوصل مفقودة تمامًا بينكما؟ إذا كانت إجابتك بلا فأنت محظوظ، أما إذا كانت بنعم فلا تقلق، فأنت إنسان طبيعي جدًا وتواجه المشكلة التي يواجهها الكثيرون.
لقد أشارت عدة إحصاءات إلى أن الفرد الواحد ينتقل في بداية حياته العملية بين أكثر من سبع إلى عشر وظائف، ويرجع ذلك في معظم الأحيان إلى عدم قدرته على التعامل مع مدرائه في العمل. وسواء كُنتَ تسعى لتحسين علاقتك بمديرك من أجل الحصول على ترقية، أو لتحسين فكرته عنك فأنت تحتاج بالتأكيد لفهم نقاط القوة والضعف في شخصيتك، بالإضافة إلى الوصول إلى الطريق الصحيح المؤدي لمفاتيح شخصية مديرك في العمل، فالتعامل مع رئيس العمل صعب المراس يدخل ضمن إطار التحدي الذي يوضع فيه الشخص، وإما أن يثبت كفاءته أو يثبت فشله.
وهو شيء جدير بالدراسة والتطبيق في نفس الوقت، فلابد أن تتفهم أولاً الأسباب التى تدفع مديرك للتعامل معك أو مع باقي الموظفين بهذا الأسلوب، لذلك افترض دائمًا أن هذه ليست طبيعته؛ لأنه يتصرف بمنطقية شديدة، وما يدفعه لهذا السلوك هى الضغوط التى تكون على عاتقه، وأن الفرصة دائمًا متاحة لتقويم السلوك، كما أنك بحاجة أيضًا إلى التعامل مع مشاعرك السلبية تجاهه بطريقة إيجابية، بغض النظر عن سلوكه غير الحميد.
وبمجرد أن تتفهم طبيعة سلوكه وبتعديل سلوكك السلبي يمكن أن يكون هناك حل للمشكلة، فلا تدفع نفسك إلى الوقوف أمامه بشكل هجومي لترى من سينتصر على الآخر.
أنواع المديرين وكيف تتعامل معهم
لكي تستطيع التعامل مع مديرك يجب عليك التعرف أولاً على أنواع وطباع المديرين، ثم تحدد الطريقة المثلى للتعامل معهم كما يلي:
- المدير الذي يحيل عليك أعمالاً ليست من اختصاصك
الحل: يمكن النظر لهذا المدير من زاويتين:
الأولى، وهي نظرة طيبة، وهي أن المدير ينمي صفًا ثانيًا يتحمل المسئولية معه، أي أنها وسيلة للتمرين أو الإعداد لترقية، أو لكي تحل محله في غيابه.
والثانية، هي أن رئيسك يريد أن يملأ وقتك حتى لا يكون هناك وقت شاغر بدون عمل. وفي الحالة الأولى أنت تحتاج لأن تثبت أنك كفء وقادر على تحمل المسئولية، فهي فرصة لإثبات قدراتك العملية والإدارية، أما في الحالة الثانية فإذا كنت تشعر أن هناك بعض الأعمال التي لا تدخل في مجال اختصاصك والتي لا تريد القيام بها، فاعقد اجتماعًا صغيرًا مع مديرك للاتفاق معه حول مسألة تكليفك بهذه الأعمال. - المدير الذي لا يستمع لآراء الموظفين
أنت تشعر أن الاتصال معه مقطوع، فهو شخص يشعر بثقة زائدة في نفسه، تجعله يرى أن الحوار أو المناقشة غير مُجديين، أو قد تكون المناقشة فرصة لإظهار خطأ معين في إدارته.
الحل: هناك ثلاث نقاط يجب عليك اتباعها عندما تتوجه باقتراح للمدير غير المصغي:
أولها: أن يكون موضوع المناقشة أو المشكلة متصلاً اتصالاً مباشرًا بنوع عملك.
ثانيًا: أن تختار الوقت المناسب لعرضها.
ثالثًا: أن تختار الطريقة المناسبة لعرض الاقتراح أو المشكلة، والمطلوب من هذا التحضير هو أن تجد الحجة القوية أثناء مناقشة مديرك، فتشعره بمدى أهمية الموقف، وستجد أنه سوف يصغي إليك. ويجب هنا أن تكون واثقًا من نفسك وقادرًا على الانسجام وإظهار الاحترام والتقدير في الحديث مع مديرك. - المدير المتحرر
-
يعتقد المدير المتحرر أن واجبه الأساسي هو تهيئة مناخ العمل الذي يساعد الأفراد على أداء واجباتهم، فهو يعتمد على مبادراتهم الذاتية وجهودهم الخلاقة، ويعتقد أيضًا أن دوره يتلخص في التوجيه العام دون الدخول في التفاصيل التنفيذية، ويميل إلى تفويض السلطات للعاملين، ويعد هذا النوع من أفضل أنواع المديرين.
الحل: يمكنك كسب ثقة هذا المدير من خلال عدة أشياء منها: - مناقشته دائمًا في القرارات التي يتخذها.
- توفير معلومات كاملة عن ظروف العمل وكيف يمكن القضاء على السلبيات.
- اجعل روحك المعنوية مرتفعة أمامه واجعله يشعر أنك تفكر في التطوير والمستقبل دائمًا.
- ناقشه في تطوير أداء الموظفين، وتحدث معه أحاديث جانبية، وأخبره عن حياتك الشخصية لتشير من خلالها إلى الجانب الإنساني الإيجابي في شخصيتك.
- المدير المسوف
وهو الذي يبتكر ويختلق الأعذار والمبررات التي تساعد على التأجيل في اتخاذ القرار أو تنفيذ أي شيء لك (كطلب إجازة أو زيادة في الراتب).
الحل: عليك أن تتبع معه منطق الصبر والمحاولة والتكرار إذا كان لديك طلب مقدم له. - المدير العصبي
قد يؤدي عبء العمل عند الكثيرين من المديرين إلى الانفعال والغضب، أو أن يكون الغضب هو الوسيلة التي يشعرون أنها الأسهل لتنفيذ أوامرهم.
الحل: التعامل مع هذا النوع يكون بتجنب كل ما يثير غضبه، وإذا حدث أي شيء منك أغضبه فلا تجاوبه بغضب، بل حاول دائمًا أن تكون هادئًا مهتمًا بكلامه حتى ينتهي من غضبه، ثم اشرح له أسباب الخطأ في هدوء، وستجده أصبح هادئًا لدرجة أنه قد يعتذر إليك، لأن جوابك الليّن يكون بمثابة الماء المسكوب على النار. - المدير الديمقراطي
يحب هذا النوع من المديرين أن يكون لكل شخص من الموظفين شخصيته المستقلة، لذلك يلجأ إليهم في اتخاذ القرارات أو تنفيذ أية مقترحات.
الحل: عليك دومًا أن تشرح له وجهة نظرك سواء بالموافقة أو الرفض؛ لأن ذلك يزيد من احترامه لك. - المدير الذي يحب المديح
هذا النوع من المديرين يحب أن يكون موضع أنظار من حوله، ويحب المدح. وقد تم إجراء دراسة على ثلاثمائة موظف، فوجدوا أن الاحتياج إلى الاحترام وإثبات الذات جاء في المرتبة الثالثة من بين سبع حاجات يريد هؤلاء الموظفون إشباعها.
الحل: عندما تشعر أن مديرك يحتاج لذلك، لا تبخل عليه بكلمات المديح والاحترام والتقدير دون مبالغة أو تهويل، ودون أن يكون ذلك بمثابة تملقٍ له، كن واضحًا وموضوعيًا وعادلاً، وهو سيرى فيك ذلك. - المدير الذي يسمع للغير.
وهو للأسف يسمع كلام الناس كثيرًا ويتأثر به، ويكون بداخله بعض الخوف من الناس، وربما يكون السبب في ذلك أنه صادف بعض الخبرات السيئة في حياته جعلته أكثر خوفًا من الناس، ولكنه يمتاز بأن له القوة على معرفة الأشخاص الأمناء في عملهم، ولذلك سيكون لكلماتك تأثير قوي عليه.
الحل: قم بعملك جيدًا ولا تَخف أن يوشي أي شخص بك، فإن عملك وأمانتك سيتكلمان عنك قبل كلامك. - المدير السار
وهو دائمًا يرى الجانب الجيد من الحياة ومن تصرفاته وله القدرة على التضحية من أجل الآخرين، ولهذا فعليك أن تتعامل معه بحذرٍ في المواقف التي تقابل قراراته فيها بالرفض، بل حاول أن تكون أنت من الذين يسعون لتحقيق أهدافه وتنفيذ مقترحاته إذا كانت فعلاً توافق أهدافك، وحاول أن تكون من المقربين إليه دومًا وأن تقيم معه بعض العلاقات الشخصية الأخرى، كأن تتصل به في المنزل أثناء تغيبه أو تهنئه في مناسبة معينة على التليفون المحمول الخاص به. - المدير المحافظ
وهذا النوع يتجنب المخاطرة، ولا يحب تجريب الأشياء، وقد يرفض النتائج التي يتوصل إليها غيره.
الحل: الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذا الفرد أن توضح له الضمانات الكفيلة بنجاح اقتراحاتك، وأن تتكلم معه بلغة الأرقام وتبتعد عن الخيالات والأحلام الوردية التي لا يؤمن هو بها، بل عليك أن تعلن له أنك مستعدٌ لتحمل مسئولية الموضوع المطروح للنقاش، فهو غالبًا ما يخشى المخاطرة خوفًا على مركزه، ويفضل وجود شخص ما ككبش فداء يتحمل ذلك، وقد تستفيد بتنفيذ جميع اقتراحاتك إذا ما كنت هذا الشخص بالنسبة له. - المدير المتهور
وهو شخص يستجيب بسرعة لأي فكرة، ويندفع بدون تفكير في العواقب.
الحل: لكي تستطيع التأقلم معه عليك أن توضح له أنك تريد منه أن يسألك عن عملك دون أن يسأل الآخرين؛ لأنه لو فعل ذلك فمن الممكن أن تضيع منك الوظيفة نتيجة وشاية أحدٍ، وعليك أيضًا أن تبني جسورًا من الود معه ولا تعترض على قراراته وقت الانفعال، بل يمكن أن يكون ذلك بأسلوبٍ بسيطٍ بعد أن يهدأ. - المدير الحساس
وهذا يبالغ في الخوف من الوحدة والسخرية.
الحل: عليك بالحذر الشديد في التعامل مع هذا النوع، فقد يفهم مقترحاتك على أنها تعني أنه غير كفء لمنصبه أو أنه لا يفعل شيئًا في العمل، ولكن عليك بالثناء على ما يقوله إذا استحق ذلك، وأن تنقل له الأخبار السارة والكلمات الرقيقة التي تقال عنه دون تكلفٍ أو نفاق، وبذلك يتخذك صديقًا وستستفيد من هذه العلاقة كثيرًا. - المدير الحالم
وهو دائمًا غارق في الأماني متجاهلاً الحقائق.
الحل: هنا عليك أن تحلق معه في سماء أحلامه وطموحاته ولا تذكر له السلبيات كثيرًا، بل عليك أن تكون إيجابيًا وتقترح عليه التطوير المستمر، وتحدثه عن شخصيات حققت نتائج جيدة، وعن كيفية تطوير الإنسان لنفسه وشركته.
كيف تكون الاختيار الأمثل أمام مديرك؟
لكي تظهر نفسك على أنك الاختيار المثالي لأي عمل أمام مديرك عليك القيام بالآتي:
- يجب عليك الإلمام بجميع تفاصيل المهمة الموكلة إليك بشكل جيد.
- يجب عليك توطين نفسك على أهداف وقيم المكان الذي تعمل به، كما عليك أن تجعل أولويات المدير هي أولوياتك الشخصية في العمل.
- عليك أن تفهم كيف سيتم تقييمك من قبل المدير، واعلم تمامًا التصرفات والمهارات والإنجازات التي سيتم الحكم عليك على أساسها.
- عليك إظهار طابعك الشخصي في العمل وإبراز طاقتك وحيويتك وحرصك على العمل، بالإضافة لمرونتك وقدرتك على تحفيز الآخرين لمزيد من العطاء.
- نَفذ ما تعِد به من مهام و يا حبذا لو أتممتها قبل الموعد النهائي.
- يجب عليك الابتعاد نهائيًا عن انتقاد أداء المدير أو سياسة الشركة مع الحفاظ على علاقاتك الطيبة مع الجميع.
- حاول بشتى الطرق أن تظهر مديرك بشكل جيد أمام رؤسائه عن طريق تنفيذ مهام العمل باحترافية شديدة، وحاول أن تظهر القسم المسئول هو عنه على أنه قسم متجدد الأفكار ومتميز الأداء؛ وهو ما سينعكس إيجابًا بالتأكيد عليك.
- يجب عليك أن تتحمل مسؤليتك عن الخطأ مع التركيز على ما تعلمته من الخطأ، عوضًا عن إظهار أدائك السيئ الذي تسبب في الخطأ بشكل أكبر.
- يجب أن تكون ملمًا بما هو متطور وحديث في مجال عملك، وكن دائمًا ذا عقلية بحثية وذا أفق واسع. وإذا توجب عليك عمل تقرير بمشكلة ما إلى مديرك أرفق بها ملحقًا بالحلول المقترحة من جانبك، كما يمكنك الاشترك بصفة مستمرة في الدورات التدريبية الخاصة بمجالك أو حتى التطوع بالاشتراك في مشاريع بإدارات وأماكن مختلفة.
- كن منظمًا وحدد أولويات ومدى أهمية المهام المطلوبة منك، كما يجب عليك أن تكون ملتزمًا بالوقت، وخصوصًا أوقات الاجتماعات مع المديرين، وأظهر نفسك على أنك شخص قادر على إدارة حياتك وعملك، ولا تنسَ أن تترك حياتك الشخصية بكل ما فيها عند باب العمل دائمًا.
- يجب عليك الاهتمام بصحتك التي تؤثر على إنتاجك، ونظافتك التي تؤثر على مظهرك أمام مديرك والآخرين.
- أظهر الاحترام والولاء لمديرك في حديثك معه أو في غيبته مع الآخرين ولا تنزلق في (القيل والقال)، على أن توفر الإحساس لزملائك بالأمان وقدرتك على استيعابهم ومساعدتهم في أي وقت.
- بشكلٍ عام عليك أن تحترم وقت رئيسك مهما كانت شخصيته، وأن تعرف الوقت المناسب لعرض ما لديك من عملٍ عليه. وفي حالة وجود مشكلة في العمل مطلوب عرضها على رئيسك، عليك أن تدرس المشكلة لتقدمها إليه مرة واحدة حتى لا يتكرر دخولك عليه باستمرار، وتقبل ملاحظات رئيسك بنفس راضية.
- أفضل طريقة لزيادة المرتب أو الحصول على ترقية أو مكافأة أن تقدم لرئيسك ما يثبت استحقاقك لذلك عن طريق عرض منجزاتك والمسئوليات الإضافية التي تقوم بها والوقت الإضافي الذي قمت فيه بأعمالٍ عاجلةٍ، على أن يكون أسلوبك في العرض هادئًا ومهذبًا وليس مستفزًا أو مثيرًا. وابتعد قدر الإمكان عن الأساليب الخطأ للحصول على حقك في زيادة الأجر، مثل كثرة الحديث عن حاجتك إلى المال، أو تقارن نفسك بزميلٍ زاد أجره ترى أنك تؤدي عملاً أكثر وأهم منه؛ لأن ذلك يخلق المتاعب بينك وبين رئيسك من جانب وبينك وبين ذلك الزميل من جانبٍ آخر، وهذه الأساليب لا تليق بإنسانٍ لبقٍ يحرص على حب الآخرين ويحاول الفوز بثقتهم.
- أحيانًا يقع المديرون في مشكلة: أين تبدأ وأين تنتهي الحدود؟، ولهذا عليك أن تستخدم الأسلوب اللائق في توصيل هذه المعلومة في إطار المسافة الوظيفية بينك وبين رئيسك وبلغةٍ تناسب هذه المسافة.
- حاول أن توصل لمديرك مسألة تكليفك بالعمل قُبيل أوقات الانصراف، شارحًا له بمنتهى اللياقة أن بداية اليوم هي أنسب الأوقات لإنجاز أصعب المهام في أقل وقتٍ، ونفذ ذلك فعليًا.
- قبل أن تدخل لمديرك في مناقشته في مشكلة ما، اجلس مع نفسك وقم بتدوين أبعاد المشكلة من كل جانب، ثم ركز ما كتبته في نقاطٍ قليلة مختصرة، ودرب نفسك على تذكرها حتى توفر على نفسك الارتباك أو النسيان أمام مديرك. كما أنه لا مانع من مناقشة ما يضايقك مع مديرك في العمل، لكن العبرة بطريقة المناقشة، وأنجح المناقشات هي التي تكشف الحقائق وليست التي تجعلك تخسر علاقاتك.
- حاول أن تنظر للنقد على أنه معلومات قيمة، الهدف منها تحسين أدائك وليس الهجوم على شخصك.
- حين توجه ملحوظة لرئيسك فلا تصيغها في أسلوب نصيحة، وضع في اعتبارك أنك شريك في خطة تنمية الشركة ولست ضحية رئيسك.
في الختام..
احرص على أن تلفت نظر مديرك نحوك إن كنت تشعر أنه يتجاهلك أو أنه لا يعيرك اهتمامًا، وذلك بأن يجدك في إنجاز الأعمال حيث لا يتوقع منك هذا الإنجاز، وفي أوقات الشدائد أكثرهم على التحمل والعطاء، وكذلك في حفظك لأسرار العمل، والتزامك الخلقي وإخلاصك وولائك له، والاعتناء بنظافة وجمال مكانك في العمل.
هناك تعليقان (2):
كالعادة اجد كل جديد هنا فقط
موضوع متميز ومفيد خاصة انى احتاجه كثيرا بعد التخرج قريبا ان شاء الله
لك كل الشكر والتقدير اخى العزيز
الأخت الحبيبة / وردة الجنه
دائما أسعد بكل ما خطه أناملك .. نورتى المدونه
دمتى بكل الود
تحياتى
أخوك / تامر
إرسال تعليق