الشعور بالتعب والإرهاق مشكلة شائعة من مشاكل هذا العصر التي يتعامل معها معظمنا بشكل خاطئ. فغالبا ما يستعان بأي حل سريع يزودنا بجرعة سحرية، كمشروبات الطاقة أو البدائل العقاقيرية، وحتى ألواح الشوكولاتة والكافيين أو ما ظهر جديدا من ألواح الطاقة حتى نتزود بجرعة سريعة من القوة والتركيز.
لكنها حلول قصيرة المدى، غالبا ما نشعر بعدها بزيادة في التعب والإرهاق.
وقبل ان نذكر الحلول الطويلة الأمد، لا بد من التنبيه بأن الشعور المزمن بالتعب والإرهاق قد يدل على الإصابة بمرض، وعليه فإن كنت تشعر بهما بشكل مزمن ومن دون سبب فلا بد من مراجعتك للطبيب.
أما في الحالة الطبيعي، فيراودنا الشعور بالإنهاك أو انخفاض في الطاقة أحيانا.
على الرغم من انه لا يوجد حل مثالي لتحقيق هدف تجدد الطاقة، لكن التالي يوفر لك استراتيجيات وحلولا بعيدة المدى لعلاج انخفاض مستوى الطاقة.
- قلل من سعراتك الحرارية
من المعروف بأن تناول وجبة كبيرة ودسمة يترتب عليه الشعور بالخمول والتعب، وهو ما يسبب شعورنا بالنعاس بعد إتخام معدتنا بالطعام. فعند تناول الطعام، فإن الدماء تضخ بقوة إلى المعدة والأمعاء لتساعد في عملية الهضم، بما يسبب تحويل طاقتك كلها عن التركيز والعمل إلى الجهاز الهضمي.
وعليه ينصح الخبراء بان تتبع أسلوب عدم الشبع في الأكل، أي ان تقوم عن الوجبة وتتوقف عن الطعام قبل ان تشعر بالشبع.
وبالإضافة إلى أنها سنة نبوية أوصينا بها كمسلمين منذ قرون مضت، فإن العلامة اوكيناوان كتب فلسفة عن أسلوب الحياة الصحي ضمنه توصيات لان يأكل الشخص إلى ان يشعر بأنه شبع %75 فقط.
فهذا التقليل من كمية السعرات الحرارية بمقدار الربع ستترتب عليه زيادة في العمر والطاقة. وقد بينت العديد من الدراسات دلالات على ذلك.
- لا تهمل وجبة الإفطار
كشفت دراسات عدة عن كون متناولي وجبة الإفطار يؤدون أعمالهم ونشاطاتهم الصباحية بشكل أفضل وبتركيز ومهارات ذهنية اكثر سلامة مقارنة بمن يهملون تناولها.
كما أنهم يتفوقون في القدرة على التفكير بوضوح واستمرار طاقة العمل وينخفض تعرضهم لزيادة الوزن أيضا.
وهنا تنصح الدراسات بالتركيز على تناول البروتينات كالبيض والبقوليات واللحوم لكونها مواد تحفز الهضم والايض لساعات طويلة بما يمنع الشعور بالجوع لمدة طويلة ويوفر لك طاقة تستمر لفترة أطول مقارنة بالنشويات.
وللعلم، فإن بطىءهضم الدهون والبروتين يسهم في توفير غلوكوز الدم (وحدة الطاقة) لمدة تتراوح بين 4 الى 6 ساعات.
وعن الوجبة المثالية فهي بيضتان مع رقائق حبوب القمح أو الشعير أو الحنطة وتفادي النشويات والسكريات لأنها تسبب زيادة مؤقتة في الطاقة والسعرات الحرارية فقط.
- احصل على قدر كاف من النوم
احصل على معدل 7 إلى 8 ساعات من النوم الليلي يوميا. فحتى لو كان معدل الانخفاض في النوم ساعة واحدة، فإن ذلك سيترتب عليه انخفاض في القدرات الذهنية كاتخاذ القرارات ومعدل الأداء البدني والعقلي ومستوى الطاقة.
فما يغفله البعض ان النوم لا يعد راحة للجسم فقط، بل فرصة لعمليات ترميم وتجديد خلايا الجسم، بالإضافة إلى إفراز هرمونات وكيميائيات مهمة للجسم. وعليه فإن تقليل النوم لساعة يسهم في عدم اكتمال هذه العمليات أو توفير ما يحتاجه الجسم من كيميائيات.
لذلك ينصحك الخبراء بالنوم مبكرا ساعة واحدة عن معدلك الطبيعي لأنها أكثر فائدة من قيلولة الظهر التي يستعين بها البعض للتزود بالطاقة. ولكن من المهم التنبيه، إلى ان الزيادة في النوم عن 8 ساعات سيكون لها اثر عكسي، حيث تسبب الضرر والخمول والتبلد الذهني.
- مارس الرياضة
من الغني التعريف بفوائد الرياضة على الجسم والحفاظ على الصحة. لذا فمن المهم ان يتبع الجميع (وبخاصة الكبار) برنامجا رياضيا يتكون من ممارسة رياضة ما لمدة 30 إلى 60 دقيقة يوميا. ولكل من يتعذر بأي عذر حتى لا يمارس الرياضة، يمكنه اتباع التالي مرتين يوميا وفي أي مكان لمدة 15 إلى 20 دقيقة للحصول على جرعة من الطاقة:
• اركض ميلا واحدا.
• اقفز عدة مرات في مكانك أو في دائرة.
• اركض لدقائق على الدرج.
• قم بعدة تمرينات ضغط أو شد البطن أو بأي تمرين يرافقه إحساسك بالجهد وتحريك الدورة الدموية.
ولتعلم بان العشرين دقيقة الأولى من أي تمرين هي الأهم لتنشيط دورتك الدموية والقلب وبالتالي طاقتك، وعليه فان الحركة لمدة 20 دقيقة لها فائدة كبيرة على نشاطك.
والاهم هنا هو الاستمرارية اليومية التي تسبب تنشيطا للدورة الدموية واعتدال مستويات سكر الدم وافراز الهرمونات، وبخاصة هرمون السعادة والطاقة الايجابية.
كما تعد الرياضة طريقة للراحة والاسترخاء النفسي.
- تناول المكملات الغذائية
من الممكن ان يسبب تصحيح أو زيادة فيتامين معين في الجسم زيادة في صحة الهضم والايض. فبعض جوانب الايض تعتمد على توافر فيتامينات معينة وإلا أصيب بالكسل. ومن أهم هذه المكملات كو انزايم 10، وهو عبارة عن مضاد قوي للأكسدة مع مقو للقلب أيضا.
كما أثبتت الأبحاث دور مكملات فيتامين دال ومجموعة فيتامينات ب في زيادة الطاقة وتحسين الصحة عموما. وأثبتت الدراسات أن الجنسنغ مفيد في تحسين الأداء العقلي، لكن لا ينصح باستخدامه لفترة طويلة.
- طهر جسمك من السموم
من الطبيعي ان تسبب السموم والنفايات انخفاضا في كفاءة الأعضاء وتبلدا ذهنيا، لذا ينصحك الخبراء بالصيام لفترة أو باتباع برنامج يخلصك من السموم يسمى De-Tox. وتتوافر في الأسواق عدة برامج يمكن اتباعها لتطهير الجسم من السموم. منها برنامج دكتور اليسون هاس، الذي يركز على الامتناع عن مواد تلخص في كلمة SNACCs وهي السكريات والنيكوتين والكحول والكافيين والمواد الكيميائية لمدة أسبوع وأكثر.
بالإضافة إلى الالتزام بتناول الأطعمة النيئة الطازجة مثل المكسرات والفواكه وبخاصة التوت البري والكثير من الخضروات ومشروبات كوكتيلات الفواكه والخضار، مع تناول حصة صغيرة من القمح أو الشعير أو البرغل المطبوخ و3ــــ4 اونصات من السمك المشوي أو اللحم البقري العضوي. ومن المضمون ان تشعر بعدها بالطاقة والحيوية والنشاط.
- اهجم على التوتر
وجدت عدة دراسات بأن الجسم تحت تأثير التوتر والقلق يدافع عن نفسه بإفراز نسبة هرمونات مرتفعه من الأدرينالين والكورتيزول المسؤولة عن تحضير الجسم لحالة الدفاع عن النفس والطوارئ. وهي هرمونات من المفترض ان تفرز في حالات الطوارئ أي عند الحاجة وليس طوال اليوم.
وعليه يجب على من يشعر بزيادة في مستوى التوتر والضغط النفسي مع ازدياد في دقات القلب والإنهاك ان يستعين بطرق التأمل والاسترخاء ليمكنه التعود على التنفس العميق وتخليص الدماغ من الأفكار السلبية حتى يوقف توتر أعصابه، وبالتالي إيقاف إفراز الهرمونات.
ومن الطرق المفيدة الأخرى لجلب الاسترخاء: ان تأخذ حمام ماء دافئ أو المشي في مكان مريح أو ممارسة أي نشاط أو رياضة تستمتع بها.
ومن المفيد ان يتعلم الإنسان ان يخصص وقتا لرفاهيته، حتى لو كانت دقائق في اليوم يقضيها في عمل أي شيء يحبه كتعلم الرسم أو العزف أو الخضوع لعلاج للبشرة وحتى لو كان التدليك.
- افحص الغدة الدرقية
حالة خمول الغدة الدرقية من الحالات الشائعة، وتتمثل أعراضها في الشعور بانخفاض في مستوى الطاقة عموما. فالغدة الدرقية هي عبارة عن محرك الايض، وعليه فإن أي اعتلال فيها سيترتب عليه اعتلال في مستوى الايض وطاقة الجسم. فانخفاض افرازها للهرمون يسبب انخفاضا في إنتاج الجسم للطاقة والخمول.
ومن السهل إجراء فحص للتأكد، فيمكن من خلال تحليل عينة من الدم أن تطمئن على نسبة هرمون TSH ، T4 وعند وجود الانخفاض يمكن تعويضه من خلال العقاقير التي ستعيد لك مستواك الطبيعي من الطاقة.
- تمتع بأشعة الشمس
يصنع الجسم فيتامين دال عند تعرضه للشمس، وبحسب الدراسات والخبراء فمعظمنا يفتقر لهذا الفيتامين المهم والحيوي، الذي تم الكشف عن علاقته بالوقاية من السرطان، وارتفاع في الأداء الجسدي وتحسن المزاج.
لذا ينصح الخبراء بان يتعرض الأشخاص للشمس لمدة 10 إلى 15 دقيقة من دون وضع حماية للجسم (بحسب لون الجلد لتزداد الفترة عند البشرة السمراء) على الأقل 3 مرات أسبوعيا.
- نظم حياتك
من المعروف، ان الطاقة ترتبط ارتباطا عكسيا مع كثرة التفكير وتراكم الأمور التي لست بحاجة لها. لذا كلما زادت الأمور التي لا تحتاجها أو لا تريدها أو تضايقك وتأخذ حيزا من برنامجك اليومي أو تفكيرك من دون داع، أحسست بأنك تفقد الطاقة سريعا.
لذا يجب ترتيب أولياتك والأساسيات ومن ثم التخلص من كل الأمور العالقة.
- شرب الكثير من المياه
شرب المياه يعمل على إزالة النفايات والسموم من الجسم، كما يزيد من رطوبة الخلايا وكفاءة الأعضاء الحيوية. وهو ما يسرع من تجديد الخلايا ويزيد من سيولة الدم فتزداد على أثره تروية الدماغ.
كما ان الشعور بالعطش يترجم غالبا على انه شعور بالجوع ويدفعك إلى تناول الطعام ومن ثم الشعور بإتخام في المعدة، بما يقلل من تركيزك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق