هناك
أناس يعيشون بحماس أكثر من غيرهم، ويمتلكون قدرة فطرية فائقة على العيش
بإيجابية وعلى أكمل وجه، مع الاستمتاع بكل ما يحيط بحياتهم، يمتلئون
بالطاقة والحيوية ويوزعون الأفراح هنا وهناك.
إن قدرة فطرية كهذه على العيش بإيجابية، يمكن لمن لا يتوفر عليها أن يكتسبها ويطورها، كيف؟
فأن
يعيش المرء بحماس يعني أن يعيش بشكل مكثف كل الأحداث التي تقع من حوله، أن
يستمتع بكامل يومه بمنتهى النشاط، أن ينمي كل إيجابيات اللحظة التي يعيشها،
وأن يحسن تقييم أفضل ما هو ممكن مما يدور من حوله، فيقدر المجهودات، ويأخذ
بعين الاعتبار ارتباطاته العائلية والأسرية والصداقات التي يخلقها، والحب
الذي يعيشه، مع إطلاقه العنان لخاصيتي السماحة والكرم مع الجميع وبلا حساب.
الحماس
الحقيقي والعيش بإيجابية يأخذانك إلى معرفة الحياة المعرفة الحقيقية مع خوض
كل تجاربها من الأعماق، للتمتع كليا بكل ما تقدمه لك هذه الحياة، ويتعلق
الأمر هنا بتحقيق الاستفادة القصوى من كل ما تقوم به بدقة والتمتع بذلك،
سواء في العمل أو في الأنشطة الترفيهية، أو أثناء الاسترخاء.
ومن
المهم جدا أن يكون المرء متحمسا، فهذا النوع من الأشخاص يعيش بكل مرح ونشاط
وينأى بعيدا عن مسببات القلق والتوتر، يكون دائما حريصا على القيام بكل
الأنشطة، كزيارة الأماكن المجهولة، والتفاعل مع الآخرين، مع السعي الدائم
للقيام بكل جديد وكسب التجارب الجديدة.
الأشخاص
الذين يعيشون بإيجابية تكون لديهم قدرة أكبر على مواجهة الصعاب ومقارعة
المخاطر، يتوفرون على فعالية كبرى في العمل وعلى حس أكبر للمبادرات
الخلاقة، بحيث من المعتاد أن تجدهم في أعلى المراتب الوظيفية مع توفرهم على
علاقات شخصية وعائلية جد متينة، يحسنون تقييم ما يمتلكون من نجاح، وحماسهم
يمتد إلى كل من هم من حولهم.
وعلى
الرغم من أنه لكل إنسان شخصيته الخاصة به، يمكننا القول بأن العيش بإيجابية
وحماس يمكن أن يُكتسب لدى الناس، إذ ينبغي على الآباء أن يُعلموا أولادهم
كيفية العيش بسعادة ونشاط، وكيفية تجنب الأفكار السلبية القاتلة.
ولتحقيق
ذلك، يجب أن يكون الآباء خير قدوة لأولادهم في هذا الجانب، وفي كل الجوانب
الأخرى، وأن يعلموهم شيئا فشيئا كيفية مواجهة مختلف الوضعيات الصعبة التي
تواجهنا في الحياة بقوة وأمل وتفاؤل.
على
الآباء إذن أن يغرسوا في أولادهم طابع الحماس والنشاط وعادة التفكير
الإيجابي، وكيف يعيشون حياتهم بشكل مكثف وكامل، مع امتلاك القدرة على هزم
مختلف النكسات والبحث عن حلول كل المشاكل المحتملة، دون فقدان جذوة النشاط
والحيوية والحماس من حياتهم.
وكخلاصة لما قلناه، إن أردت أن تعيش بإيجابية وبحماس، ما عليك سوى:
- أن تحسن تقييم ما تملك.
- أن تهرب من الأفكار السلبية التي تنتابك.
- أن تتحمس وتتحفز للمواجهة.
- أن تستمتع بما تعمل.
- أن تعمل بنشاط وحيوية.
- أن تستفيد الاستفادة القصوى من كل حالة تمر بك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق