تدور الآن رحايا الانتخابات الرئاسية الأولى بعد ثورة يناير المجيدة فى صورة يمكن التعرف على ملامحها ببساطة
** يشرف على الانتخابات قتلة الثوار فى يناير وما بعدها الذين لم يدًخروا وسعاً فى قتل وسحل وإذلال الثورة والثوار بل والكيد
لمصر لتكبيد شعبها ثمن وقفته فى وجه النظام الذي شاركوا فى صناعته لأكثر من ثلاثون عاما.
** راية التغيير فى السنوات الأخيرة كان من أهم رموزها الدكتور محمد البرادعى – إذا لا توافقنى فى ذلك حفاظاً على وقتك الثمين لا تكمل القراءة - والذي كان ترشحه للرئاسة جزءاً أصيلاً من مشوار الثورة لبناء بلد قوية تعتمد على مؤسساتها و ثقافة شعبها وليس على شخص أو حزب أو جماعة .
** كل مرشحي الرئاسة الحاليين دخلوا السباق الرئاسي بفهم خاطئ باعتبارها مجرد انتخابات نمطية و ليست جزءاً أصيلاً من الثورة أدي تفتيت أصوات الكتلة الثورية فيه إلى أن اقواهم قد ينهزم أمام أحد رموز النظام السابق ، وكلهم يعرف ذلك ومع ذلك كانت ذاتهم أكبر من الوطن كله وأصًروا على اصطحاب شريحة من الكتلة الثورية ربما دفعت بهم للزعامة .
** ونتيجة لذلك انسحب البرادعى من سباق تبدّل حاله وتغيرت صفته فهو لم يترشح للمنافسة ولا للزعامة واختار أن يكمل الثورة فى مسار يشبهها ويشبه بداية طريقها تجنباً للمزايدات أو التنازلات التى يفرضها السباق على أصحابه .
** ونتيجة لذلك ايضاً تم اختزال الثورة فى سباق هزيل ومبتذل وتقسيم الثوار لفرق متناحرة وصارت أخبار المناظرات أهم ألف مرة من أخبار محاكمات القتلة وحقوق الشهداء التى لم تعد تذكر إلا فى المزايدات.
** أخيراً فإن مشاركة من كانوا أركاناً مهمة فى النظام القاتل والمخلوع ليس فقط فى الإشراف على الانتخابات و لكن ايضاً وصل التبجح للمشاركة فى السباق الرئاسي ليكون من ضمن احتمالات أول انتخابات فى الثورة أن تأتى بآخر رئيس وزارة لمبارك رئيساً لمصر وهو انحطاط وإهانة لا أقبلها للثورة و لا لأصحابها واستهزاء معلن بدماء الشهداء وآلام ذويهم .
** قالوا إذا قتلت السيد فاقتل كلبه فلن يكون ولاءه إلا له ، وإذا بنا نجعل من كلابه أسياداً علينا بل ونسند لهم مهمة الإشراف على ولادة مصر الجديدة ، فلا عجب أن ننزف كل هذه الدماء فى الطريق ولا عجب أن نوصف مرة أخري بالبلطجية وأن يطعن فى شرفنا ، فالثوار قد انشغلوا تماماً فى دفع ذات مرشحهم الرئاسي للمجد.
** أدعم أى نظام منتخب بانتخابات نزيهة لما فيه صالح البلاد احتراماً للرغبة الشعبية الجمعية ولكنى لن أشارك فيما أعتبره ردة ثورية و نهاية مخزية لثورة كان ثمنها دماء أغلى من عاشوا بيننا .
** تحول المسار الثوري إلى صراع من أجل السلطة والدليل الأكبر أن كل فصائل المصريين بما فيهم من كان يخًون الثوار ويكفًرهم ويقاطع الثورة ويتبرأ منها بل ورموز النظام الساقط نفسه يشاركون فى السباق تبجحاً باسم الثورة فهي طريقهم الذهبي إلى السلطة.
** أقدًر حسن النوايا ولذلك أفضًل الصمت فى كثير من الأحيان ولكن يوجعنى بالفعل أن أري أرباح الإعلانات هى ما تبقى من مكاسب الثورة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق