هل
تصدق عزيزي القارئ أن الأرض تبث ترددات صوتية بشكل دائم ولكننا لا نسمعها؟
هذا أحدث اكتشاف في علم الأرض، فماذا قال القرآن في ذلك؟
“الأرض تتكلم Earth Speaks ”هذا عنوان وجدته على أحد المواقع العالمية (مجلة الاكتشاف) www.discovermagazine.com طبعاً يبدو هذا العنوان طبيعي جداً في مثل هذا العصر، لأن العلماء اكتشفوا أن كل شيء تقريباً في الكون يبث الترددات الصوتية.
ولكن
زمن نزول القرآن كان هذا الأمر مستغرباً، لأن الإنسان وقتها لم يكن يتصور
بأن الأرض يمكن أن تصدر ذبذبات صوتية، إلا أن القرآن حدثنا عن مثل هذا
الأمر في العديد من الآيات، والتي فسرها المفسرون بأن الله جعل في الأرض
القدرة على الكلام فتكلمت. يقول تعالى:
(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ
وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا
قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ).
ويقول أيضاً عن فرعون وملئه بعد أن
أغرقهم الله بكفرهم: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ
وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) [الدخان: 29].
ولو
رجعنا إلى أقوال المفسرين نجدهم لم يستغربوا هذا الأمر، بل آمنوا بكل ما
جاء في كتاب الله تعالى، وقالوا: بأن الأرض تكلمت بصوت حقيقي، والسماء
كذلك، وأن الأرض تبكي بكاء حقيقياً، وكذلك السماء.
والعجيب أن أحد أهم مواقع الفضاء في العالم www.space.com نشر
مقالة بعنوان “السماء تتكلم” وقد وجد البروفيسور مارك ويتل من جامعة
فيرجينيا أن الكون في بداية خلقه أصدر ترددات صوتية بنتيجة التمدد المفاجئ
للغاز الموجود وقتها، وهذا الاكتشاف حدثنا عنه القرآن كما في الآية
السابقة: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا
وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا
طَائِعِينَ) [فصلت: 11].
إن الأمر لا
يقتصر على كشف هذه الترددات الصوتية بل إن العلماء وجدوا أن هذه الترددات
وهي في المجال دون الصوتي infrasound مهمة جداً ولها عمل حساس وهي نعمة من
نعم المولى تبارك وتعالى .
فالأرض تصدر مثل هذه الذبذبات وهي في المجال أقل
من 20 هرتز (أي أقل من 20 ذبذبة في الثانية)، قبل حدوث الزلازل والهزات
الأرضية، وتصدر هذه الذبذبات أيضاً قبل حدوث البراكين، وكذلك قبل حدوث
ظاهرة الأمواج الممتدة (تسونامي).
فعندما ضرب التسونامي عام 2004 شواطئ
إندونيسيا وذهب ضحيته مئات الآلاف، قبل هذه الحادثة بقليل هربت الكلاب من
المنطقة وبدأت الفيلة في حديقة الحيوانات المجاورة تتذمر وتصرخ وترتجف،
وفسر العلماء هذه الظاهرة بأن الحيوانات تسمع هذه الترددات وتخاف منها.
فقد
وجد العلماء أن الفيلة تتخاطب بالذبذبات تحت الصوتية أما الحيتان فتكلم
أصدقاءها بهذه الذبذبات وتنتشر عبر الماء لآلاف الكيلومترات! والأغرب من
ذلك أن الفيلة تسمع الترددات الصوتية المنخفضة والتي لا يسمعها الإنسان
والتي تسبق العواصف، فتهرب منها!
كذلك الانهيارات الجليدية العنيفة تسبقها
ترددات صوتية منخفضة، وهذا ما يسعى العلماء لاستغلاله للتنبؤ المبكر
بالزلازل والبراكين والكوارث الطبيعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق