"ما تاخد باكوين المناديل دول تبيعهم ليا و النبى "
" يا عم ما تشوفلى حد يشترى منى الكورس ابو 500 جنيه ده و ليك الحلاوة "
" يا عم ما تشوفلى حد يشترى منى الكورس ابو 500 جنيه ده و ليك الحلاوة "
الجملة الاولى قالتها فتاه على بُعد متر و نص منى و انا قاعد على الكورنيش مع اصحابى و بتحاول تقنع اللى شغال معاها فى بيع صفقة المناديل انه يساعدها فى بيع باكووين مناديل. و له فى ذلك حكم ان الجملة الأخرى اقولها انا لأحد أصدقائى و انا قاعد على الكورنيش على بَعد متر و نص من هذه الفتاة و فى نفس التوقيت.
سكتت شوية بعد سماعى الجملة منها و حسيت انى خرجت عن العالم و بنظر على الموقف بعين الراوى و اشوف مدى الفرق بين طبقتين فى المجتمع المصرى على بعد من بعض متر و نص و حزنت.
انا قاعد حاطط رجل على رجل و طال كوباية نسكافيه و بنشربلنا سيجارتين - السيجارة بحق باكو المناديل – و بنتكلم فى البورصة و المقاولات و البيزنس و المشاكل اللى فيه .. و يا مصطفى باشا و يا محمود بيه .. و هذه الفتاة كل حلمها انها تبيع باكويين مناديل.
الموقف ده فكرنى بمواقف كتير مشابهة .. تلاقى منها ان فيه ناس مشكلها انها مش عارفه تروح تتعشى النهاردة فى كووك دوور و لا كنتاكى ولا ماكدونالد .. و ناس اقل مشاكلها انها مش عارفه تروح لعربية " التنك " للفول اللى بالزيت الحار و تطلب طبق بجنيه و ربع .. و المشكلة انه طبق واحد ممكن تفطر و تتغدى و تتعشى بيه.
ناس عماله تعقد صفقات بالمليارات و ناس بتعقد صفقات على دستة بكاوى مناديل بخمسة جنيه.
و تروح البيت تبقى زعلان عشان لاقيت الصلصة زيادة شوية فى الاكل الايطالى اللى اتعشيت بيه النهاردة. و ناس تانية تبقى فرحانه و طايرة من الفرح عشان باعت 10 بكاوى من 12 باكو مناديل.
أكتر حاجة بستغربلها انك ممكن تكون قاعد مع رجل اعمال و تعمله صفقة كبيرة و تلاقيه و لا فرحان و لا زعلان . و من ناحية تانية البنت دى اول ما تبيع باكو مناديل واحد تبقى فرحانة و طايرة من الفرح لدرجة انك ممكن تبكى من انك لما اشتريت منها خليتها فرحانه كده اوى.
و هو ده اللى عايز اوصله .. ان المشكلة فى البلد مش ان البلد مش حاسه بتنوع طبقاتها. لكن المشكلة ان احنا بينا و بين نفسينا اللى مش حاسين بده. و مش معترفين ان فى طبقة عليا و طبقة سفلى. و عدم اعترافنا بده بيجعل الطبقة العليا تحتقر للأسف الطبقة السفلى و بتبقى و هى خارجة من السينما و من فيلم احمد السقا و لا محمد سعد و تلاقى على باب السينما حد عايز حاجة لوجه الله , تلاقيه قرفان و يقول فى نفسه يا عم احنا لسه خارجين مبسوطين مش ناقصة تعكنن علينا.
ربنا خلق الكون بحكمة كبيرة جدا .. و الانسان مش هيقدر يستوعب الحكمة دى إلا بقدر قليل على تفكيره المحدود أمام الله سبحانه و تعالى. فكرت فى إيه لما و انت خارج من أكله حلوة فى سلينترو و دافعلك 150جنيه و معاك بنتين تلاتة عملت قدامهم انك واد ميه ميه و دفيع , و تلاقى شخص غلبان على الباب الكافيه بيقولك حاجة لله ؟؟!
هل قلت الحمد لله على نعمة ربنا اللى انعمها عليا و مديت ايدك فى جيبك و طلعت قرشين و اتدهومله؟؟
انا لما بلاقى الموقف ده - بس طبعا مش بيبقى معايا و لا بنتين و لا تلاتة - .. بروح مادد ايدى فى جيبى و اطلع اى فلوس .. و اعتبرهم انى شربت كوباية كابتشينو زيادة فى الكافيه. المشكلة فينا قبل ما تكون المشكلة فى اى حد او حاجة تانية. لو حسينا ببعض و بمشاكل بعض هتلاقى الدنيا و البلد بقت احسن. و ده اللى بيفرق بره عن هنا .. اوعى تكون فاكر ان فى أمريكا مثلا الدولة هى اللى بتعمل كل حاجة .. بالعكس الجمعيات الخيرية هى اللى ماسكة اكتر من 70% من مساعدة الناس على التطور و الحياة بكرامة.
و على رأى أحد الأمثال:
ناس بتعرق على طابور العيش و ناس بتعرق على التنس
هناك تعليقان (2):
ادعولي من قلبك ان اشتري شريحه الجوالي يارب ماما توافق
الأخ / غير معرف
يارب تحقق كل امنياتك
تحياتى على المتابعة
دمت بود
تامر
إرسال تعليق