الجمعة، 1 يونيو 2012

قانون الجذب والحلقة المفقودة



ربما سمعت بقانون الجذب .. أو قد تكون مهتماً بمعرفته .. وربما قرأت الكثير عنه .. بل ربما وحاولت تطبيقه لينعكس على حياتك بالسعادة والرفاهية كما يدعي المروجون لهذا القانون .. صحيح أن قانون الجذب حينما تفهمه جيداً وتطبقه في حياتك لا شك أن حياتك ستتغير للأفضل .

 ولكن يعاني الكثيرين ممن حاولوا بصدق تدريب أنفسهم بطبيق القانون من عدم ظهور نتائج ملموسة .. بل يشعرون أن حياتهم ظلت كما هي لا كما أرادوا .. بالتالي يؤدي ذلك للإعتقاد بأن هذا القانون لا يعمل وأنه مجرد إضاعة للوقت .

القانون لا شك صحيح وطبقه الكثيرين ويعيشون أحلامهم وحياتهم الآن .. ما لا يعلمه الكثيرين أن هناك حلقة مفقودة بدونها لا يعمل هذا القانون ولن تجدي محاولاتك أي نفع .



كي نتعرف على قانون الجذب لا بد لنا في البداية معرفة الحد الأدني أو بعض المعرفة الأساسية للفيزياء الكمية .


الفيزياء الكمية هي دراسة لبنة بناء الكون . لقد أثبتت الفيزياء الكمية أن كل شيء في هذا الكون يتكون من ذرات، و الذرات تتكون من الجسيمات دون الذرية (الجزئيات) التي تسمى أحيانا الكميات .. هذه الجسيمات دون الذرية أو الجزيئات ليست سوى تركيز الطاقة .

 مما يعني واضحا أن كل شيء في هذا الكون مكوّن من الطاقة. والفرق الوحيد بين ذرة من الرصاص وذرة من الذهب هو أن لدي ذرة الرصاص طاقة تهتز بترددات مختلفة من طاقة الذهب. من الواضح إذاً لماذا أن الجزيئات تتآلف مع بعضها .. لأنها تهتز في نفس التردد .

 إذا كان كل شئ مكون من الطاقة ؟ إذا مم تتكون الأفكار ؟؟


الأفكار هي أيضا طاقة تهتز على تردد معين. وقد ثبت هذا في المختبرات. مع وجود الأدوات المناسبة، يمكن للعلماء قياس تردد الأفكار، أو موجات الدماغ.


الآن يجب أن نفهم أن الأشياء لا تحدث فقط عن طريق الخطأ. كل شيء يحدث في حياتنا، يحدث لسبب ما. والسبب هو في داخلنا. فمن أفكارنا الخاصة خرج كل ما لدينا الان. حدث كل شيء ليس من قبيل المصادفة، ليس هناك شئ غير منطقي أو غريب وعلى وجه التحديد ووفقا للقوانين.

 لقد جذبنا كل تجاربنا وكل شئ في حياتنا وكل ما لدينا من أفكارنا الخاصة. نحن نصور حياتنا بأفكارنا ونمر بها نسبة لتفكيرنا ولكن دون أن نعي ذلك .. لأن التصورات والأفكار تجري في عقلنا الباطن بدون أن ندري عنها أي شئ.

هناك أخبار سيئة وأخبار جيدة 


الأخبار السيئة هي أننا قد نكون أسأنا استخدام قانون الجذب، ونتيجة لذلك قد شهدت حياتنا العديد من الأشياء غير المرغوب فيها. 


والخبر السار هو أنه من الآن فصاعدا، فإننا يمكن أن تجتذب بوعي أي شيء نريد بدون جهد. 

الشيء الوحيد الذي يتعين علينا القيام به هو أن نتعلم كيف نعرف أفكارنا التي تدور في الخفاء .. في ظلمات العقل الباطن حتي نكون قادرين على منع الأفكار غير المرغوب فيها .

 ونرسل أفكار تهتز بترددات الأشياء التى نرغب في ظهورها في حياتنا .. لأنه كما سبق وقلنا أن الترددات المتشابهة تنجذب لبعض.

تماماً كما يقول المثل "الطيور على أشكالها تقع"


قد يقول قائل :


إذا كان قانون الجذب هذا صحيحاً فكيف يعقل مثلاً : إذا كانت هناك إمرأة متزوجة من رجل يقسو عليها ويعاملها بوحشية ويضربها كل يوم , فكيف يعقل أنها جذبت لحياتها مثل هذا الرجل.


قد يكون هذا أهم سؤال تطرحه لأن الإجابة على هذا السؤال هي التى ستجعلك تستخدم قانون الجذب بصورة فعالة وقوية لجذب كل الأشياء التى طالما تمنيتها ..كما قلت في السابق .


كلنا مسيرون حسب قانون الجذب وليس هناك شك .. ولكن لماذا إذا نقوم بجذب الأشخاص أو المواقف أو الأشياء السيئة والتجارب المؤلمة والمريرة ؟؟!! ..هذه هي الحلقة المفقودة في قانون الجذب والتي لا بد لك من معرفتها لتطبيق القانون بفعالية .


بدون معرفة ما يجري في عقلك الباطن :


أولاً : لن تتمكن معرفة لماذا تجذب الأشياء السلبية دائماً في حياتك , وحتى عندما تجذب الأشياء الإيجابية تكون مجرد لحظات ثم تختفي من حياتك ..


ثانياً : عندما تتعرف على طريقة عمل العقل الباطن تستطيع التحكم في الأفكار التى تبعثها للكون وكذلك تستيطيع التخلص من الأفكار والعواطف السلبية التى تجلب لك التجارب والمواقف غير المرغوبة .


ومن ثم ستتعرف على الحلقة المفقودة التى بدونها سيظل قانون الجذب يعمل بدون إرادتك وتصبح تحت رحمته لأنه سيجذب لك كل شئ في حياتك عشوائياً وستظل تعصف بك الحياة من شقاء إلى تعاسة ومن تعاسة إلى قلق وخوف .

هل يتعارض قانون الجذب مع المشيئة الإلهية ؟؟ 


الإجابة : لا 

ولكن لن يرضي الجميع بهذه الإجابة الواضحة والقاطعة , طبعاً


تعودنا دائماً أن ننسي أبسط الأشياء , مثلاً أن الإنسان خلق من الطين ونفخ فيه الله من روحه .. بالإضافة إلى ذلك , لماذا أمر الله الملائكة بالسجود لآدم ؟؟ ..


لأن الله خلق الملائكة "ملائكة" بمعني أنهم لا يستطيعون أن يكونوا غير ذلك , والشيطان "شيطان" لا يستطيع ان يكون غير ذلك .. أما الإنسان في مأزق حقيقي , لأن له حق الإختيار في كل لحظة , في كل لحظة من لحظات حياته هو أمام خيارين وفي إمتحان .. إما خير أو شر .


 يستطيع الإنسان بإختياره ,عن وعي , لطريق الخير حتى يرتقي لمراحل عالية جداً في سلم الخير .. وكذلك يستطيع حسب إختياره النزول لدرك الشر الأسفل حتى يكاد يتفوق على الشيطان .

أرجو أن الصورة قد وضحت الآن .. الإنسان دائماً بين خيارين وله حرية الإختيار فإذا إختار إنسان ما طريق الخير حتى نهايته وأصبح كالملائكة في نقاء السريرة وجمال القلب , لا نستطيع أن نقول أنه كالملائكة , بل تفوق عليهم لأن الملائكة خلقهم الله كذلك ولا حيلة لهم في ذلك , هذه هي عظمة الإنسان والله تعالي لم يأمر الملائكة بالسجود لآدم عن عبث.


 من الناحية الأخري لنفترض أن إنساناً ما كانت كل إختياراته كلها لطريق الشر حتى وصل مرحلة الشيطان , فلا نستطيع مقارنته بالشيطان لأن الشيطان شيطان أما الإنسان بمحض إختياره وصل لهذه المرحلة من "الشيطنة" , حتماً تفوق على الشيطان .

المهم أن الإنسان في كل لحظة ترك له الله حق الإختيار .. ما نناقشه هنا هو كيف تختار طريق السعادة .. طريق الخير .. طريق الرفاهية .. طريق الحب ..




ليست هناك تعليقات: