الثلاثاء، 26 يونيو 2012

القيلولة


 
 
على الرغم من قدم عادة النوم بعد الأكل، ما تزال هذه الظاهرة في الوقت الحاضر تتسع في كل أرجاء المعمور، ومع أنه دائما ما يقترن ذكرها بذكر إسبانيا، حيث يتم ممارستها أكثر، إلا أنه في دول مثل ألمانيا أصبحت عادة النوم بعد الغذاء أكثر انتشارا وأطول زمنا.

علاوة على ذلك، من المعتاد أن نسمع بأن للقيلولة فوائد جد مهمة للصحة، لكن في الحقيقة ما فتئ العديد منا يجهل عن القيلولة الشيء الكثير، لأنه ببساطة شديدة لم يكن ممكنا لحد الآن فك رموز تأثيراتها الحقيقية على الجسم بشكل واضح، وهكذا، يمكننا أن نجد مثلا العديد من الدراسات، التي لا توصي فقط بتركها، بل تمنعها، خصوصا إذا تعدت مدتها الـ 30 دقيقة.

هذا الجهل بحقيقة القيلولة يجعل التوصيات الطبية الممنوحة للأشخاص تُقدم على أساس الخبرة السريرية والشخصية لكل مريض على حدة، فالدراسات المختلفة حول منافع  القيلولة من عدمها تأتي بنتائج متناقضة، وبالتالي، فإنه من الصعب تقديم توصيات عامة صالحة للجميع.

وبالرغم من وجود شبه إجماع على الآثار المفيدة للقيلولة متى تحققت بطريقة صحيحة، إلا أن معظم الخبراء يشددون على أهمية أن تكون لمدة قصيرة، لأن القيلولة المطولة لن تعود بالنفع المنشود  منها على الصحة، فتقريبا كل الخبراء يشيرون إلى  أن مدتها لا يجب أن تتجاوز النصف ساعة، لأنها إن طالت أكثر من ذلك، سيصل الأمر بالمرء إلى المراحل العميقة للنوم، مما سيؤدي به عند الاستيقاظ إلى المعاناة من آلام الرأس المعروفة لدينا جميعا والتي عانينا منها في العديد من المرات.

إضافة إلى ذلك، قد يؤدي طول مدة القيلولة إلى مشاكل واضطرابات في الجهاز الهضمي، تعديل الإيقاع البيولوجي، وقد يؤدي أيضا إلى الإصابة بالأرق، لأن القيلولة الطويلة تتداخل مع فترة النوم الليلية، رغم أن آثارها تختلف باختلاف الشخص وحالته الصحية والجسمانية.
 


 
بالنسبة للأطفال يمكن أن تمتد القيلولة لوقت أطول، أي ما بين ساعة إلى ساعتين، لأنه بهذه الطريقة سيتمكنون من شحن طاقة جديدة تسمح لهم بالاستمتاع بباقي اليوم بمزيد من النشاط والفرح، لكن لا ينبغي أن تمتد قيلولة الأطفال إلى أكثر من ساعتين، وإلا تأثر نومهم الليلي بهذا الامتداد.

ولكي تسمح لنا القيلولة بالتمتع بقسط من الراحة الضروري للبدن، من المهم أيضا اتباع سلسلة من التوصيات، من قبيل انتظار ما يقرب من ساعة بعد الانتهاء من وجبة الغذاء قبل القيام بها، بهذا الشكل نتمكن من التغلب الاضطرابات الهضمية المصاحبة لها، ومن المستحسن أيضا أن نتحرك قليلا قبل الاستلقاء، حتى نساعد المعدة على هضم الطعام وننشط جسمنا لتجنب النسق المستقر الذي يأتي بنتائج عكسية على صحة الإنسان.

يجب أيضا تفادي النوم بعد السادسة مساءا حتى لا نعطل جدول النوم العادي، ومن جهتها، تبقى الوضعية المثالية لأخذ الغفوة هي على الجانب قريبا من وضعية الجلوس، وليس الاستلقاء تماما على الظهر لأنه قد يسبب سوء الهضم، ومن المستحسن أن يوضع وزن الجسم على الجانب الأيسر.

تنبيه: لا يوصى بالقيلولة للجميع، فالأشخاص الذين يعانون من الأرق، أمراض القلب والأوعية الدموية، أو ارتفاع ضغط الدم سيكون عليهم تجنب هذه العادة؛ كما أنه يجب أن نضع في اعتبارنا أنه بعد النوم، يحتاج المرء دائما إلى بعض الوقت لاسترجاع النسق اليومي، لذا، لا ينصح بها الأشخاص الذين يحتاجون للقيام ببعض الأنشطة التي تتطلب جاهزية تامة بدنيا وذهنيا.

باتباعنا لهذه التوصيات سيكون بإمكاننا الاستمتاع بشكل تام بهذه العادة ذات الآثار الإيجابية العظيمة على البدن.
 
 

ليست هناك تعليقات: