الجمعة، 22 أكتوبر 2010

إنت لسه بتحب مصر؟!





أيهما يسكن الآخر ويعيش فيه، الوطن أم الناس؟ أيهما يمنح الآخر الوجود والديمومة والحياة، وهل يجوز للإنسان أن يرفض علاقته بوطنه في حال تخلي عنه هذا الوطن، أو أهمله، أو قسا عليه؟ أسئلة باتت تتردد بشكل أو بآخر على ألسنة المصريين مع اختلاف أعمارهم ومستوياتهم، ويزيد الكبار والشيوخ على ما مضى أسئلة أخرى: أين مصر التي عرفناها في الماضي.. وأين وجهها الصبوح؟ ونطرح نحن التساؤل رغم قسوته بمزيد من الوضوح لكل المصريين: «إنت لسه بتحب مصر؟».

في البداية لابد من توضيح حقيقة عبارة رددناها على مدار السنين بعدما انطلقت حروفها على لسان الزعيم المصري الراحل مصطفي كامل في إحدى خطبه الشهيرة التي ألقاها مردداً: «لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً»، وهي عبارة مازالت تتردد بيننا ولو على استحياء.

أما حقيقتها فجاءت في كتاب الراحل مصطفي أمين «من واحد لعشرة»، الذي نشر فيه نص رسالة كان قد كتبها الزعيم المصري مصطفي كامل لصديق كفاحه الزعيم محمد فريد، شرح له فيها سبب إطلاقه تلك العبارة، مؤكداً أنه ما قالها إلا ليلهب حماسة الجماهير التي وصفها بالخمول، وبحاجه بين الحين والآخر لمن يخرجها من سباتها حتى تنهض للمطالبة بحقوقها.

الطريف أنه يمكنك عند البحث على شبكة الإنترنت عن تلك العبارة، العثور على تعليقات ساخرة من شباب يختلفون في الثقافة والمستوي الاجتماعي يربطون بينها وبين جنسيات أخرى عند وقوع أي حادثة تبين مدى الفارق بين حقوق الإنسان في مصر وحقوقه في أي بلد آخر، فعندما استقالت وزيرة الدفاع اليابانية يوريكو كويكي من منصبها بعد اكتشافها تلقي موظف في وزارتها أدوات لعبة الجولف كنوع من الرشوة، جاءت التعليقات لتستبدل الجنسية في العبارة على النحو التالي: «لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون يابانياً».
الغريب أنه في أحلك لحظات الهزيمة التي مرت بها مصر كان هناك حب وولاء يسكن القلوب لهذا الوطن المكنون في الجوانح، لم تتغير مكانته ولم نبحث عن وطن آخر، لم نفكر في هجرة جماعية تبعدنا عنه، لم نحلم بوطن آخر يسكننا ونسكن فيه، خرجنا ننادي بالحرية والثأر رافضين الاستكانة وضباب الشتاء الذي خيم علينا. نعم نحبه من روحنا ونفتديه بالعزيز الأكرم.

ولكن..
هل يمكن أن يعيش حب من طرف واحد إلى الأبد؟
  بالنسبة لى لا يسعنى إلا إستعارة بعض من كلمات المبدع القدير صلاح جاهين لأعبًر عن ما بداخلى تجاة هذا البلد وأقول:

على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
باحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب
وباحبها وهي مرميه جريحة حرب
باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب

ليست هناك تعليقات: