الأحد، 12 ديسمبر 2010

الخلافات الزوجيه وطرق احتوائها





الخلافات الزوجية اختبارات يتعرض لها الزوجان خلال رحلة حياتهما الزوجية السعيدة ، ربما تؤثر تلك الخلافات في هذه الحياة وقد يتجاوزها الزوجان ، ويختلف الأزواج في كيفية احتواء هذه الخلافات كما يختلفون في تحديد الفترة الزمنية لاجتياز هذه الأزمة والتغلب عليها.

هناك عدة وسائل يمكن أن تعين الأزواج على احتواء الخلافات الزوجية في لحظاتها الأولى تتمثل في :


• الاعتذار

لا بد من الاعتذار إذا شعرت الزوجة أو الزوج أنه السبب في وجود الخلاف بحيث لا يجعل الطرف الآخر يهجره وينأى بجانبه عنه بل يبادر بالاعتذار له بإسلوب رقيق ومحبب يمحو من نفسه كل الآثار السلبية لهذا الخلاف فتستمر بذلك المحبة بينهما .

• التحفظ

على الزوج والزوجة ألا يظهر غضبه وخاصة إذا اكتشف أن الخلاف قام لأسباب وتصرفات لا تستحق الثورة والغضب ويعالج الخلاف بكل هدوء حتى يكسب ود الطرف الآخر يمليه إلى الارتياح النفسي مما يعكس الاستجابة المطلوبة لأن الانفعال يجعل الطرف الآخر يفكر في كيفية الدفاع عن نفسه ورأيه حتى ولو كان مخطئاً .

• امتصاص الغضب

حتى يتسنى للزوجين إنها خلافاتهما الزوجية في لحظاتها الأولى فإنه لا بد أن يعمل كل منهما على امتصاص غضب الآخر وإعادته في لحظات إلى طبيعته المألوفة وذلك بوسيلة إيجابية محببة من خلا الحوار المنطقي واختيار الكلمات المناسبة في المواقف المناسبة .

• حصر الخلاف

إذا حدث خلاف بينك وبين زوجك فمن الأفضل ألا تدعه يخرج عنكما وذلك لان تدخل الأهل أو غيرهما مباشرة لا يأتي في مصلحة الزوجين دائماً وقد يزيد من شقة الخلاف ، فأهل الزوجة يملون في الغالب إلى ابنتهم وتبرئتها كما يميل أهل الزوج إلى ابنهم وخاصة في ساعات الاتهام والتبرئة والحلول على أن يحرص الزوجان أن تكون الخلافات والمناقشات بعيداً عن مرأى ومسمع الأطفال لما لها من تأثير ضار وسيء في نفسياتهم قد لا تتضح معالمه فوراً .

• عدم التمسك بالرأي

تنازل أحد الزوجين عن بعض الأمور وعدم تمسكه برأيه يدفع بالخلافات إلى الحل السليم وبأقصر الطرق وفي أقرب وقت وخاصة إذا كانت الأمور موضع الخلاف تافهة وغير مهمة وذلك حتى لا يتسبب التعنت والتمسك بالرأي في إيجاد فجوة في العلاقات الزوجية قد تهددها بالانهيار وإن التمسك بالرأي يدفع الطرف الأخر إلى تعدد الحيل مما قد يوقعه في التناقض الذي يقود للشك وبالتالي تتشعب الخلافات .

• كن حكيماً

الحكمة من الأمور المهمة في مواجهة الخلافات وحسمها في لحظاتها الأولى وهذا يتعلق بفهم نفسية الزوجة أو الزوج وهنا نكتفي بقصة ذلك الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه مع زوجه عاتكة بنت يزيد بن عمر بن نفيل رضي الله عنهم حينما اشترطت عليه الذهاب إلى المسجد للصلاة بعد عقد الزواج وكان هذا الاشتراط قبل الزواج وقبل ابن العوام رضي الله عنه بذلك إلا أنه كان يغار عليها وهي ذاهبة للمسجد أو راجعة منه وذلك لجمالها وما كان له أن يمنعها من ذلك والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تمنعوا إماء الله من مساجد الله ) وعظمت الغيرة في نفسه فكانت إذا تهيأت إلى الخروج للصلاة قال لها والله إنك لتخرجين وإني لكاره فتقول فامنعني فاجلس فيقول : كيف وقد شرطت لك ألا أفعل وكان بوده لو أنها صلت في بيتها فيكون خيراً لها وأكثر أجراً وأعظم راحة لنفسه لكن الشرط أملك وهو لا يريد أن يرجع في كلمته .

 

وفكر في الأمر فاحتال له فجلس لها على الطريق في الغلس فما مرت تعرض لها فلمسها دون أن تعرفه فاسترجعت ثم انصرفت إلى منزلها فما حان الوقت الذي كانت تخرج فيه إلى المسجد لم تخرج فقال لها الزبير مالك لا تخرجين إلى الصلاة قالت فسد الناس والله لا أخرج من منزلي .
لقد كان زوجها على علم بنفسية زوجه وحسن دينها ويقينها ونجح فيما أراد .

• لا تكن مراوغاً


إن استخدام الذكاء عند الزوج أو الزوجة في المراوغة من الأمور التي لا تعالج الخلافات الزوجية سواء كانت في لحظاتها الأولى وكذلك هي لا تجدي خلافات قديمة فالمراوغة تعني محاولة الوصول إلى أي وضع قد يكون سلبياً وقد يكون إيجابياً وهذه الاحتمالات تعني أن هناك نسبة في الوصول إلى وضع سلبي مما يعني عدم احتواء الخلاف وهذا غير مطلوب في الحياة الزوجية لأنه يهددها بالانهيار .

• كن وديعاً

الوداعة من الأشياء التي توجب تقرب الناس إليك وتحببهم فيك والوداعة في حل الخلافات الزوجية تعني محالة تبسيط المشاكل والخلافات مما يؤدي إلى جذب الطرف الآخر إلى جانب آرائك ومقترحاتك للحلول مما يساعد على إنهاء هذه الخلافات لأن الإنسان بطبعه لا يرضى أن يفرض عليه ويميل غالباً إلى السلم .

• لا تنسحب وتتهرب

قد تكون الخلافات الزوجية في موقف يتطلب المواجهة حتى يتم حسمها وإنهائها في لحظاتها الأولى فيجب على الأزواج أن يتصدروا لمثل هذه الخلافات وألا ينسحبوا ويتهربوا من المواجهة ، حيث إن الانسحاب من المواجهة يعني تمادي الطرف الآخر في السلوك الذي يقود للخلافات ومن ثم استمرارية الخلافات الزوجية وتطورها مما يعني تأزم الوضع الذي قد ينفجر في أية لحظة ينهي الحياة الزوجية .

• لا تكن مهاجماً


الخلافات الزوجية تظهر على واقع الحياة الزوجية عادة نتيجة سلوك أو موقف معين من أحد الزوجين وتحتاج هذه الخلافات إلى اسلوب للمعالجة وإنهائها ومن الأفض ألا تكون مهاجماً في مواجهة الطرف الآخر لأنه سوف ينبري للدفاع عن نفسه بأي أسلوب مهما كانت النتائج لأن الإنسان بطبعه يتصف بعزة النفس والكبرياء ، ومن الأساليب التي يفضل أن تبدأ بها مثلاً أن تبدأ مواجهتك بكلمة (أنا) وليس ( أنت ) لأن كلمة أنت تشير للدفاع عن نفسه دون الاهتمام بما تقول لكن كلمة ( أنا ) تجعله يصغي ليسمع ماذا تود أن تقول وهنا يكون المدخل الصحيح لكل الخلافات .

• اختيار الوقت المناسب

اختيار الوقت المناسب من أهم العوامل التي تؤدي إلى إنهاء الخلافات الزوجية بشكل مناسب فمثلاً عندما يكون الزوج متعباً جراء العمل ويعاني من مشكلات في العمل فهنا ليس من المناسب أن تقابله زوجته منذ دخوله البيت قادماً من العمل بالنقاش حول مشاكلهم الزوجية لأنه لن يكون على استعداد للتفاهم معها بل يحاول أن ينهي النقاش بأية وسيلة لأنه يعاني من مشكلات تصحبه منذ خروجه من المؤسسة أو المكتب أو الوزارة قد تهدده بالفشل في العمل وبذلك يفضل هنا أن توفر له الزوجة الجو المناسب حتى يرتاح وينسى مشاكله تلك ليتفرغ لها .

• الصراحة والوضوح

كثيراً مما تتطلب الخلافات الزوجية الصراحة والوضوح لحسمها في منابعها وخاصة تلك الخلافات التي تتعلق بأمور مهمة كالسكن وغيره فعندما ينشب خلاف حول شراء منزل خاص للأسرة والزوج لا يستطيع ذلك فإنه لا بد أن يصارح زوجته بذلك بدلاً عن تسويف الأمر بالوعود الكاذبة فتارة يقول لها أن الشيك لم يصرف وتارة أخرى يقول لها أن التصديق بالمبلغ لم يتم من المسئول المالي بعد أن صدقه المدير العام حتى تتطور الأزمة بعد شهور من بداية تلك الوعود الكاذبة لتطالبه الزوجة بالطلاق لكذبه عليها فلو أن الرجل كان واضحاً مع زوجته وصارحها بعدم استطاعته لوقفت الزوجة بجانبه مساهمة في شراء البيت وانتهى موضوع الخلاف .

وهذه اكثر من وسيلة لإنهاء الخلافات الزوجية في بداياتها حتى لا تتطور لتتحول إلى كابوس يهدد الحياة الزوجية بالانهيار والطلاق الذي وصفه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأنه أبغض الحلال إلى الله .


ليست هناك تعليقات: