الأحد، 13 مايو 2012

أنا اللى ...!!!



انا اللي اتولدت في اوائل سنوات السبعينات من القرن الماضي.
 
انا اللي ماشفتش في حياتي بابا الا حسني و لا ماما الا سوزان.
 
انا اللي طفولتي اتشوهت على ايد  اوبريتات صفاء ابو السعود وبرامج أطفال التليفزيون المصري.
 
انا اللي صفوت الشريف جاب لي اعاقة ذهنية بمسلسلاته و برامجه التليفزيونية و ريادته الإعلامية.
 
انا اللي عاصرت الأيام اللي كان التليفزيون بيقفل فيها ساعة العصاري.
 
انا اللي اتخرجت من مدارس الحكومة ايام ما كانت لسة فيه تعليم في مدارس الحكومة.
 
انا اللي لحقت الجورنال ايام ما كان بخمس قروش.
 
انا الجيل اللي كان بيقول على الكوكاكولا (كاكوولا) و على البيبسي(بيبس).
 
انا اللي عشت ايام ما كان برنامج صباح الخير يا مصر هو البرنامج الرسمي للشعب المصري.
 
انا اللي حضرت احباطات المنتخب الوطني في الثمانينات و التسعينات و استمتعت بإنتصاراته المدوية في الألفية.
 
انا اللي شاهدت انطلاقة حميد الشاعري و بدايات ايهاب توفيق و مش ناسي (ميال)و (حمدله ع السلامة) لعمرو دياب.
 
انا اللي شجعت فيليكس الأهلي و اتخنقت من ايمانويل الزمالك.
 
انا اللي اتصدمت صدمة السنين لما حسام و أخوه انتقلوا للزمالك.
 
انا اللي لعبت (أتاري).
 
انا اللي اشتريت خط المحمول ب ١٢٠٠ جنيه.
 
انا اللي على ايامي الدقيقة كانت ب ١٧٥ قرش.
 
 انا اللي عاصرت ايام الدش كان فيها اختراع.
 
 انا الجيل اللي اتربى على تزوير الإنتخابات.
 
انا اللي اتحرمت من ممارسة السياسة في الجامعة او خارجها.
 
انا اللي عشت العصر الذهبي لضباط الشرطة.
 
انا اللي شفت بنفسي ازاي الجنيه غلب الكارنيه.
 
انا اللي عمري ما نزلت انتخب في اية انتخابات برلمانية او رئاسية.
 
انا اللي عاصرت برامج التوك شو من لحظة ما كانت اختراع و حتى اصبحت تصنع اتجاهات الرأي العام.
 
انا اللي عاصرت الحرس القديم و الجديد .
 
انا اللي من صغري و انا باسمع كلمات زي (نزيهة) و (شفافية) حتى فقدت معناها.
 
انا من كنت قد اعلنت يأسي ووضعت صوابعي العشرة في الشق من هذا الشعب.
 
انا من شاهدت جحافل الأمن المركزي و هي تحاصر لجان الإنتخابات لمنع دخول الناخبين.
 
انا من جيل (نعم) ب 99.9%.
 
انا اللي اتغربت برة بلدي علشان اعيش حياة كريمة جواها.
 
انا اللي تعاطفت يوما ما مع الإخوان المسلمين نكاية في الحزب الوطني و عصابته.
 
أنا اللي كل يوم كنت بأزداد قناعة ان احنا شعب (ميئوس) منه و لا أمل في شفاؤه.
 
انا اللي آمنت ان البلد دي محتاجة قنبلة ذرية علشان تتبني على نظافة.
 
انا اللي تحمست لثورة 25 يناير بإعتبارها شهادة حياة للشعب المصري بعد ان تم اعلان وفاته.
 
انا اللي عمري ما هنسى 18 يوم من اروع ما عشت من ايام حياتي.
 
انا اللي  نسيت كل الإحباطات اللي قابلتها في عمري كله لحظة تنحي مبارك.
 
انا اللي سهرت للصبح علشان أكحل عيني برؤية مبارك في القفص يوم محاكمته.
 
انا اللي هتفت يوما ما من قلبي "الجيش و الشعب ايد واحدة".
 
وانا برضة اللي باقولها من قلبي "يسقط..يسقط..حكم العسكر".
 
انا اللي اعتبرت نفسي اتولدت يوم 25 يناير.
 
أنا اللي عاش 30 سنة من عمره تحت حكم نظام كان يراه أتفه من أن يؤرخ.
 

و بعد كل (الكحرتة) اللي (اتكحرتها) في حياتي دي.
 
و كل (الإحباطات) اللي صادفتني و صدمتني على مدار ما يقرب من 30 سنة.
 
وبعدما توهمت ان ثورتنا قد وحدتنا...وان المصريين أخيرا قرروا ان يصنعوا وطنا يليق بإسم مصر.
 
أعلن أن  اليأس يتسرب  الى نفسي رويدا رويدا حتى يكاد أن يطمس (بصيص) الأمل بداخلي.
 
و أن كمية الأمل و التفاؤل التي زرعت في نفسي خلال 18 يوما قد تحولت بفعل هؤلاء الى كمية مساوية لها من المرارة و اليأس و الخوف من المستقبل.
 

من الأخر:
 
أنا اللي اتسرقت منه ثورته و يكاد ان يستسلم ليأسه و إحباطه ..
و ما عليه سوى  انتظار نوبة صحيان مصرية جديدة
 الله وحده يعلم متى و كيف ..!!!
 
 

ليست هناك تعليقات: