الأحد، 12 ديسمبر 2010

عصارة قلب






( 1 ) مفاجأة القدر للقلب بنبض الحب أكثر جمالا من انتظاره والسعي وراءه ، التعود يوما قد يصير عشقا خرافيا لكن العشق لا يصير يوما إلى التعود ، البعد يزيد الهوى اشتعالا ويضرم النار في الحشى شوقا إلى الحبيب ولا يقلب الكفة على الحبيب فيصير بغيضا للنفس إطلاقا .

 

( 2 ) حينما يعلن قلب ما نفوره وشقاءه منك .. يعلنها جلية أن وجودك في حياته سبب قوي لتعبه وضياع الراحة منه .. حينما تكون متهما بتضييق نفس من تحب .. من تسهر ليلك تناجي روحه وتنتظر شروق شمسه على قلبك لتضيء بقية يومك .. تقضي عمرك في حبه ويقضي وقته في البحث عن الطريق الذي يبعده عنك .. تكون حينها قد فقدت شرعيتك في مكمن روحه تبحث عنها .. تريد أن تعيدها إليه مجددا لتنعم بدفء أحضانه لكنه يأبى . لن تهنئ لك حياة بعدها إلا أن يتغمدك الله بواسع رحمته ؟

 

( 3 ) سمعته يقص حكايته .. يقول : حينما يكون الأمر متعلقا بوجودي يصبح الوقت ضيقا و الأجواء غير مواتية أبدا وبالكاد أحصل على بضع دقائق ربما تنتهي فجأة دون أية مقدمات .. لكنها تجد وقتا طويلا و تزدان الأجواء وتتواتى تماما حينما تنوي الحديث مع .... ، أَوَ يكون لعاقل أن يمكث مع من ترى في قربه شقاء إلا أن يكون قد سيطر على قلبه هواها وأفقده عقله تماما .. هو مقتنع تماما أنها صنعت فيه هذا و مُصر على البقاء والاستمرار .. هذا هو الوجه الآخر للحب .. المرار الذي لا نعرف له نهاية .


( 4 ) قال لي : أراني وقد أعياني الصبر وفر مني و هذا الألم اللعين كساني و كحل بالسواد القاتم أيام حياتي ، قلت له : ومن في الدنيا إذا عرف الهوى له طريقا بات طيب النفس أبدا ؟!

 

( 5 ) ما عاد الحب يولد في النفوس من الإحسان إليها ، ضاعت فكرة ( أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ) ، الأغلب الآن يحسبها بمقاييس أخرى .. الخيانة والاستهتار والتهور وإعطاء صاحب الحق على قفاه و إسناد المشاعر لغير أهلها هو الأمر السائد في دنيا اليوم .. كل العلاقات الصحيحة توعك كثيرا لكنها لا تموت وتعود لترقى و لو بعد حين ، أما تلك العلاقات الخبيثة التي تبنى على وجع الآخرين مهما يكن لا و لن تدوم أبدا .. ما بني على باطل فهو أكبر باطل.

 

( 6 ) كتب يوما : أنا الآن أقترب من النهاية في آخر مراحل الدمار الشامل  ربما لم يبقى القليل حتى يختفي كياني من الوجود تماما .. آه يا امرأة تصر بحزم على قتلي ،، يا لها من مأساة .. و هل تفعل الأنثى بقلب الرجل منا يا سيدي إلا أحد أمرين .. تقتله أو تذبحه !

 

( 7 ) الذين يعشقون مثل عشقك يا قلبي لا ولن يصيبهم القدر بعد آلام الزمان إلا بكل خير .. من أعظم أنواع الصبر هو ما تعيشه أنت الآن ،، فاصبر وما صبرك إلا بالله .

 

( 8 ) الانفصال عن الذات شبح الدراما الدنيوية بين البشر ، ربما تسيطر بعض الأفكار على نفوسنا فتَطمر معانٍ عدة وتخفي في بواطن أرواحنا أشياء لا تخرج إلا حين يستحثها أمر ما.. لنكتشف حينها أننا مرضى بالوهم أو باختفاء الإرادة وضياع الذاتية ، و قد يصل الأمر أحيانا إلى انمحاء الشخصية أيضا .

 

 

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

موضوع رائع وشفاف...ولكن أن تحدثت عن الحب فقد أحتاج لسطور الدنيا كلها وكلماتها...

دمت بود وتميز:)

Days and Nights يقول...

الأخت العزيزه دائما وأبدا / مجرد أمنيات
بالفعل أختاه ... الكلام عن الحب يحتاج للكثير والكثير ... ولكنها مجرد عصارة قلب ... دامت لنا تعليقاتك ... وآسف لتأخرى عن الرد ودمتى بكل الود